السيناتور الأمريكي السابق توم هاركين: لا بد من التوعية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة (حفظه الله) وحضور الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم انطلقت صباح اليوم الأربعاء 16 أكتوبر الجاري فعاليات مؤتمر مركز الشارقة لصعوبات التعلم الدولي الثاني تحت شعار (لحياة أفضل) في قاعة الرازي بجامعة الشارقة وبشراكة استراتيجية مع جامعة الشارقة.
حضر حفل افتتاح المؤتمر كل من السيناتور الأمريكي السابق توم هاركين ضيف شرف المؤتمر كمتحدث رئيسي ومعالي حصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع كمتحدثة رئيسية في المؤتمر والدكتور جورج هاغرتي رئيس كلية بيكن لصعوبات التعلم في فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية وسعادة الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة بالإضافة إلى عدد كبير من الاختصاصيين والخبراء في مجال صعوبات التعلم والمعلمين ومديري المدارس ورؤساء الأقسام الأكاديمية في هذا المجال والمرشدين التربويين وأساتذة كليات التربية وطلبتها وأولياء أمور الطلبة ذوي صعوبات التعلم والمهتمين.
استهل الحفل بآيات من الذكر الحكيم ألقت بعدها الدكتورة هنادي السويدي مديرة مركز الشارقة لصعوبات التعلم كلمة افتتاحية أكدت من خلالها التزام المركز بالشعار الذي رفعه لهذا المؤتمر وتحقيق رؤيته التي تنصب حول مناصرة واحتواء وتمكين الأشخاص ذوي صعوبات التعلم وقالت:
حرصنا من خلال المؤتمر التركيز على أهمية تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي صعوبات التعلم ونشر الوعي بحقوقهم ورفع التوصيات لتشريع القوانين تكفل حفظ هذه الحقوق وتوفير أفضل البرامج والمناهج لهم وإمكانية مواءمتها بما يتناسب مع البيئة الإماراتية واستحداث أفضل الأسس والمعايير لضمان جودة الخدمات المقدمة والدعم النفسي والاجتماعي والإرشادي لهم ولأسرهم.
وأوضحت السويدي أن المركز من خلال أهداف المؤتمر ومحاوره والعديد من العناوين التي سوف يسردها ويسلط الضوء على مفرداتها الواقعية يحاول تأسيس منهج لفهم الواقع يقوم على بناء قاعدة مفاهيمية وإجرائية قادرة على إيجاد مقاربة تنظيرية ونماذج تطبيقية بما ينعكس إيجاباً على الواقع العلمي والبحثي ويسهم في توحيد السياسات وتوفير المعلومات حتى لا يكون التعاون محدوداً والتنسيق مفقوداً.
وتوجهت الدكتورة هنادي بجزيل الشكر والتقدير إلى رعاة المؤتمر والخبراء والاختصاصيين متمنية للجميع النجاح والتوفيق.
بعد ذلك ألقى السيناتور الأمريكي توم هاركين كلمة عبر في مستهلها عن سعادته الغامرة بالمشاركة في فعاليات مؤتمر (لحياة أفضل) ثم تطرق إلى إسهامته في سن القانون الأمريكي لذوي الإعاقة في مطلع التسعينات من القرن المنصرم والذي كفل لهم العديد من الحقوق من أهمها الحق بالاندماج والعمل.
وأوضح هاركين أن الأشخاص ذوي الإعاقة تعرضوا في الماضي إلى الكثير من الظلم والتمييز وقد لمس الأمر جيداً كونه شقيق لواحد من الأشخاص الصم وقد عاهد نفسه منذ البدايات على المساهمة في سن القوانين التي تنصف الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل عام وتتيح لهم فرص العمل والتعلم والاستقلالية.
وأكد السيناتور الأمريكي على أهمية التوعية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف المجالات وفي مقدمتها المشاركة والتكافؤ والاكتفاء الذاتي والاقتصادي والاستقلالية وحث المؤسسات على توظيف الاشخاص ذوي الإعاقة القادرين على ممارسة العمل والتفوق فيه.
وفي ختام كلمته توجه بخالص الشكر والتقدير إلى سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية التي يعمل مركز الشارقة لصعوبات التعلم تحت إشرافها وإلى جميع العاملين والمشاركين في المؤتمر.
ثم ألقت معالي حصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع كلمة أكدت فيها أن الأشخاص ذوي صعوبات التعلم جزء من المجتمع ومن الواجب أن نحافظ على حقوقهم والارتقاء بتعليمهم من خلال تعاون جميع الجهات لتلبية احتياجاتهم التربوية في المدارس والجامعات وضمان فرص متكافئة لتعليمهم في المؤسسات التربوية وأضافت:
تقع مسؤولية تقديم الخدمات التعليمية للأشخاص ذوي الإعاقة على عاتق الجهات التربوية والمجتمعية مع مراعاة الاحتياجات الفردية ومتابعتهم بعد مرحلة التعليم مع تهيئة الظروف المواتية لهم وتكييف المناهج الدراسية لتلبية تطلعاتهم وتوفير ظروف آمنة في مرحلة العمل والحرص على تطوير مهاراتهم بشكل مستمر.
الدكتور جورج هاغرتي رئيس كلية بيكن لصعوبات التعلم في فلوريدا أشاد بالجهود التي تبذلها سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي خدمة للأشخاص ذوي الإعاقة بشكل عام كما أشاد بجهود مركز الشارقة لصعوبات التعلم والدكتورة هنادي السويدي ثم تحدث عن صعوباته الشخصية في البصر وأهمية القوانين في حفظ حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة خاصة في التعلم والعمل.
وأوضح هاغرتي أن 15 % من سكان العالم هم من الأشخاص ذوي صعوبات التعلم ويجب على الجميع أن يساند حقهم في الرفاه الوظيفي والرفاه الاجتماعي والرفاه المالي والرفاه المجتمعي والرفاه البدني أسوة بالأشخاص غير المعاقين متمنياً لأعمال المؤتمر النجاح.
من جانبه توجه الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة بأسمى آيات الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي يقدم دعمه الشامل للأشخاص ذوي الإعاقة ويسهم في تمكينهم اجتماعياً وأكاديمياً ومحلياً وعربياً وعالمياً مشيراً إلى المنحة الدراسية الكاملة التي يقدمها صاحب السمو حاكم الشارقة للأشخاص ذوي الإعاقة بغض النظر عن جنسياتهم وتوجيهه بتأسيس مركز الموارد لذوي الإعاقة منذ العام 2013 ـ 2014 كي يكون مرجعية لهم خلال رحلتهم العلمية والمعرفية.
النعيمي أكد أن 204 طلاب من ذوي الإعاقة يتعلمون في جامعة الشارقة 26 منهم من الأشخاص ذوي صعوبات التعلم حيث تعمل الجامعة على الاهتمام بطلابها في مختلف المجالات وتوعية المجتمع بقضاياهم ومتابعتهم بعد التخرج لتيسير التحاقهم بسوق العمل وفق أفضل الممارسات العالمية.
وكان لسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية كلمة بهذه المناسبة قالت فيها:
وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة موضوع الاهتمام بالإنسان على رأس أولوياتها بغض النظر عن الفروقات بين أفراد المجتمع، ولم تكن حالات الإعاقة ـ حتى قبل تعريفها حديثاً ـ وأي حالة من حالات الاختلاف حائلاً بين هذا الإنسان وحقه في التمتع بالحياة بأعلى مستويات الجودة التي تضمن له ـ ليس فقط العيش بكرامة واكتفاء ـ لا بل وتحقق له أقصى درجات السعادة.
وأضافت: هذه الرؤية الراهنة والاستراتيجية لتحسين جودة الحياة بشكل مستمر لكل فئات المجتمع لم تقتصر على إمارة دون غيرها لا بل شملت إمارات الدولة كافة، فبالأمس القريب أطلق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة (حفظه الله)، مشروع مدينة الشارقة المستدامة، الذي يعتبر أول مشروع يلبي أعلى معايير الاقتصاد الأخضر والاستدامة البيئية ويمكن اعتباره ترجمة عملية لرؤية سموه الذي أكد أن الاقتصاد الحقيقي يقاس بناتجه الاجتماعي وانعكاس آثاره الإيجابية على نمط حياة كل فرد، بحيث يسهم في ترقيتها وفي تعزيز الاستقرار الاجتماعي.
وأوضحت: هذه هي الرؤية ذاتها التي أعلن صاحب السمو حاكم الشارقة بموجبها عن مشاريع جديدة في مدن المنطقة الشرقية وقال في هذه المناسبة: نعمل على تطوير إمارة الشارقة بكل ما تحويه مدنها ومناطقها من مرافق وطرق وثقافة وعلم، ونعالج مشكلات أبنائنا وبناتنا مواطني الإمارة، لنرتقي بهم، وهذا ما أكد عليه بقوله: (أبحث عمّن لا يستطيع الوصول إليَّ لأساعده وأرتقي به).
وقالت: في وقت لاحق اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله) الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031 والتي تهدف إلى جعل دولة الإمارات رائدة عالمياً في مجال جودة الحياة، وتعزيز مكانتها لتكون الدولة الأسعد عالمياً.
كما أوضحت أن هذا التوجه الحضاري والاستراتيجي لا يستثني فئة من فئات المجتمع ولا فرداً من أفراده مهما اختلفت قدراته وتنوعت احتياجاته، وعلى هذا الأساس نحن في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وفي مركز الشارقة لصعوبات التعلم عندما اخترنا شعاراً لمؤتمرنا الثاني (لحياة أفضل) نطرح فيه موضوع تحسين جودة الحياة للأشخاص ذوي صعوبات التعلم، فإننا نقف على أرضية صلبة ومتينة، متجاوبة ومتعاونة، طموحة ومقدامة لديها النية والاستعداد للوصول إلى هذه الغاية النبيلة، وكما يقول صاحب السمو حاكم الشارقة: نحن نبذل كل ما لدينا من طاقات وكل ما أوتينا من فكر حتى نرتقي بالإنسان.
ولفتت إلى عدم التردد أبداً في تقديم أقصى الجهود لتحقيق المعايير الدولية المتعارف عليها لجودة الحياة بالنسبة لأبنائنا من ذوي صعوبات التعلم، ليس فقط في تحسين ظروفهم الحياتية والمعاشية، بل في توفير الظروف الملائمة لضمان حقهم في الصحة الجسدية والعقلية وحقهم في التعليم بما ينسجم مع احتياجاتهم وكذلك حقهم في المشاركة المجتمعية وممارسة أوجه النشاطات والثقافية والترفيهية كافة.
وختمت سعادة الشيخة جميلة القاسمي كلمتها بتأكيد الثقة أن مؤتمر (لحياة أفضل) الذي تشارك فيه نخبة من الخبراء المشهود لهم والعاملين المخلصين في المجال وأصحاب الشأن الأوفياء لأنفسهم سوف يحدث نقلة كبيرة في التعامل مع الطلبة من ذوي صعوبات التعلم والتوعية بحقوقهم والدفع باتجاه وضع التشريعات التي تكفل وتحفظ هذه الحقوق كاملة، مستفيدين في ذلك من الخبرات التي استطعنا مراكمتها سواء من مخرجات مؤتمرنا الأول الذي ركز على حق الأشخاص ذوي صعوبات التعلم في التعليم بأفضل مستوياته أو من خلال النشاطات النوعية التي سبق تنظيمها بمشاركة واسعة وفاعلة من أصحاب الشأن والمهتمين بقضاياهم.
بعد ذلك تفضل الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم والدكتورة هنادي السويدي مديرة مركز الشارقة لصعوبات التعلم بتكريم ضيف شرف المؤتمر السيناتور الأمريكي توم هاركين كما تم تكريم رعاة المؤتمر والشريك الاستراتيجي جامعة الشارقة والشريك التعليمي وزارة التربية والتعليم و مجلس الشارقة للتعليم والراعي الفضي العربية للطيران والراعي البرونزي araqy والراعي الإعلامي هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون و المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة.
هذا ومن المقرر أن تستكمل أعمال المؤتمر بعد ظهر اليوم بافتتاح المعرض المصاحب والغرفة التفاعلية وتوقيع اتفاقية مع دائرة الاحصاء والتنمية المجتمعية و التي تم توقيعها من قبل سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية و الشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الاحصاء والتنمية المجتمعية و اتفاقية مع جامعة الامارات و تم توقيعها من قبل الدكتورة هنادي السويدي مدير مركز الشارقة لصعوبات التعلم و الدكتور احمد مراد عميد كلية العلوم و عميد كلية التربية بالإنابة علماً أن المؤتمر الذي يستمر حتى الخميس 17 أكتوبر 2019 سيشهد 5 منصات حوارية يديرها عدد من الخبراء والاختصاصيين و5 ورش عمل متخصصة في مجالات عدة تبحث في القضايا والمشكلات المتعلقة بصعوبات التعلم وتهدف إلى زيادة الوعي لدى الكادر التعليمي والاختصاصيين بهذه الصعوبات كما تطلعهم على التجارب الحديثة وتكسبهم المزيد من الخبرات في اكتشاف وتطوير مهارات الطلبة ذوي صعوبات التعلم.