منذ أن أصدر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ـ حفظه الله ـ في الأول من أغسطس 2016 مرسوماً أميرياً بتأسيس مركز الشارقة لصعوبات التعلم، استطاع هذا المركز إنجاز معظم الأهداف التي أنشأ من أجلها ونجح في توظيف مجموعة متكاملة من الأنشطة والفعاليات والبرامج لنشر الوعي والمعرفة العلمية بصعوبات التعلم وكان له دوره المشهود في تقييم وتشخيص حالات الأشخاص ذوي صعوبات التعلم من جميع النواحي وكذلك تقييم المؤسسات التعليمية والمناهج الدراسية والعمل على تدريب وتأهيل الكوادر المتخصصة.

ومع هذا، ولأن أعداد الطلبة من ذوي صعوبات التعلم تتفاوت إلى حد كبير تبعاً لأدوات التقييم والتشخيص المعتمدة أو بسبب تداخل هذه الحالة مع حالات أخرى يضاف إلى ذلك أحجام بعض أولياء الأمور عن الاعتراف بوجودها لدى أبنائهم.. فإننا نجد أنه لا زال من واجبنا وعلى رأس أولوياتنا التوعية بصعوبات التعلم والتعريف بها والعمل على توفير وسائل وأدوات تشخيصها.. باعتبار أن التقييم والتشخيص الدقيق هو المدخل السليم للتعامل مع صعوبات التعلم وتجاوزها وتمكين أصحابها من نيل حقوقهم كاملة في التعليم بكل مراحله وحتى أعلى مستوياته.

لقد نشط مركز الشارقة لصعوبات التعلم في كل الاتجاهات وفي كل المجالات التي تخدم قضايا الطلبة وذويهم والعاملين معهم، وها هو اليوم يستكمل ما بدأه ويقوي دوره وينوع أدواته في توعية الجمهور عامة بصعوبات التعلم سواء من خلال مشاريع الاستكشاف أو المؤتمرات التي ينظمها سنوياً أو من خلال موقعه الالكتروني المتجدد دائماً والغني بالمعلومات باعتباره البوابة الرسمية التي تعرّف بالمركز وخدماته ونشاطاته والفئات التي يخدمها، وتقدّم المعرفة العلمية بصعوبات التعلم، وتتيح للمتصفح الاطلاع على الدورات وورش العمل التي ينظمها مع إمكانية التواصل مع المركز والتفاعل مع مواضيعه وغيرها من الخدمات.

إن الموقع الالكتروني لمركز الشارقة لصعوبات التعلم خطوة جيدة في الاتجاه الصحيح خصوصاً وأن إتاحة إمكانية الوصول إلى المعلومات والمعارف هو واحد من الأهداف المطلوب تحقيقها من أجل بيئة ميسرة خالية من الحواجز تتيح للجميع حق الولوج إلى البيئات المادية والتقنية بما ينسجم مع مبادئ التصميم الشامل التي نعمل على تطويرها وتعميمها كجزء من التزامنا الثابت تجاه فئات المجتمع كافة بمن فيهم الأشخاص ذوو صعوبات التعلم.

نتطلع إلى أن يحقق المركز الأهداف التي أنشأ من أجلها وأن يسهم من خلال أدواته أو من خلال موقعه الالكتروني في تقريب المسافات بين العاملين في المركز والأشخاص ذوي صعوبات التعلم وأسرهم بما يحقق الفائدة والمنفعة لهم أثناء التعامل مع اختلافهم وفرادتهم في التعلم وتجاوز الصعوبات التي يواجهونها.

والله الموفق

جميلة بنت محمد القاسمي
رئيس مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية